حذر مواطنون في قضاء العمادية بمحافظة دهوك من الخروج عن الشارع الرئيسي، بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة في المنطقة، حيث يعاني سكان القرى من العبوات الناسفة والطائرات المسيرة التي تستهدف المدنيين بشكل مستمر، وأكد الأهالي أن الوضع أصبح بمثابة "التوجه نحو المجهول".
عبد الله سليم، من قرية مزي القريبة من ناحية ديرالوك، أفاد بأن معظم أهالي قريتهم غادروا في عام 2024 نتيجة اشتداد القصف التركي، ولم يبق فيها أحد، بعد تهدم المنازل والمدارس وتعرض بعض البيوت للحرائق.
كما أشار إلى أن القوات التركية قد نصبت قواعد عسكرية على المرتفعات القريبة، وأنه كثيرا ما تنشب معارك بين الجيش التركي ومسلحي حزب العمال الكوردستاني، ما يؤدي إلى تدخل الطائرات المروحية والمسيرات، مع استخدام المدفعية الثقيلة التي تلحق أضرارا بالمناطق المجاورة.
فيما أكد مختار قرية كوهرزي، أحمد سعدالله، أن قريتهم تتعرض بشكل شبه يومي للقصف التركي، سواء عبر المسيرات أو المدفعية والطائرات الحربية، رغم أنها لا تضم أي مقاتلين من حزب العمال الكوردستاني.
وذكر أن الزراعة، التي كانت مصدر رزقهم الأساسي، أصبحت محظورة بسبب الخوف من القصف المستمر، حيث دمرت العديد من الأراضي الزراعية جراء العمليات العسكرية.
كما أوضح محافظ دهوك، علي تتر، في وقت سابق، أن أكثر من 250 قرية في المناطق الحدودية بمحافظة دهوك تم إخلاؤها من سكانها نتيجة المعارك المستمرة.
تجدر الإشارة إلى أن ملاحقة حزب العمال الكوردستاني في الأراضي العراقية تتم بموجب اتفاقيات أمنية بين تركيا والعراق تعود إلى عام 1983، وتسمح للقوات التركية بملاحقة عناصر الحزب حتى عمق 35 كيلومترا داخل الأراضي العراقية، وقد شهدت السنوات الأخيرة توغلات تركية أفضت إلى إقامة قواعد عسكرية ثابتة على الأراضي العراقية منذ عام 1997.
LF