كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية، اليوم الأربعاء، عن قيام إيران ولأول مرة بتزويد فصائل عراقية بصواريخ "أرض-أرض" بعيدة المدى، في خطوة اعتبرتها مصادر استخباراتية إقليمية تصعيدا خطيرا يعكس نية طهران في ترسيخ نفوذها داخل العراق وتعزيز قدرات حلفائها في المنطقة.
وبحسب ما نقلته قناة "العربية" عن الصحيفة، فإن عملية تهريب الصواريخ جرت الأسبوع الماضي بشكل سري عبر الحدود الإيرانية العراقية، الممتدة لنحو ألف ميل، وتعد الأولى من نوعها من حيث نوعية الأسلحة المنقولة، ما يمثل تحولا لافتا في قواعد الاشتباك الإقليمي.
وأضافت "تايمز"، أن إيران تسعى، من خلال هذه الخطوة، إلى تعزيز حضورها الميداني في المنطقة، متجاهلة التوقعات بإمكانية تخفيف دعمها العسكري للفصائل المسلحة في ظل استعدادها للدخول في مفاوضات محتملة مع الولايات المتحدة بشأن برامجها الصاروخية والنووية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن التطورات تأتي في وقت تظهر فيه فصائل عراقية مسلحة، مثل كتائب حزب الله وحركة النجباء وسيد الشهداء وأنصار الله الأوفياء، استعدادا لتقليص أنشطتها العسكرية تجنبا لرد أميركي محتمل، وفقا لما صرحت به قيادات في هذه الفصائل لوكالة "رويترز" مؤخرا.
في السياق ذاته، أكدت مصادر عسكرية عراقية رفيعة، أن بعض هذه الفصائل باشرت فعليا منذ مطلع العام الجاري بإخلاء مقار رئيسية وتقليص انتشارها في المدن الكبرى، ضمن محاولات لاحتواء التصعيد وتفادي تحول العراق إلى ساحة مواجهة مباشرة.
في المقابل، حذرت مصادر أميركية، نقلا عن تقارير متطابقة، من أن استمرار دعم الحرس الثوري الإيراني للفصائل المسلحة في العراق قد يدفع واشنطن إلى تنفيذ ضربات جوية تستهدف هذه الجماعات داخل الأراضي العراقية، ما لم تتخذ خطوات ملموسة لحلها أو تفكيكها.
وسبق أن نقلت "رويترز" عن أحد قادة كتائب حزب الله قوله: "ترامب مستعد لنقل الحرب معنا إلى مستويات أكثر خطورة، ونحن ندرك ذلك جيدا، لكننا نسعى لتجنب هذا السيناريو الكارثي".
من جانبها، ذكرت "تايمز" أن بعض الصواريخ الإيرانية التي وصلت إلى العراق تمتلك مدى يصل إلى ما بعد حدود المنطقة، وتصل حتى إلى القارة الأوروبية، ما يثير قلقا متصاعدا من إمكانية استخدامها في تهديد الأمن الدولي.
وفي ظل هذا التصعيد، تؤكد مصادر قيادية داخل الفصائل أن الحرس الثوري الإيراني منحها حرية اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة لتجنب الانجرار إلى مواجهة شاملة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، في وقت لا تزال فيه المنطقة تعيش حالة من الترقب والحذر الشديدين.
LF