أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، اليوم الأربعاء، أن زيارة الوفد التجاري الأمريكي الرفيع إلى بغداد تحمل رسالة دعم وثقة بالحكومة العراقية، وتفتح آفاقا جديدة نحو شراكات اقتصادية استراتيجية، مشيرا إلى أن مشاريع ضخمة لتوليد الطاقة والنقل الكهربائي ستنطلق بالشراكة مع كبرى الشركات الأمريكية، فيما سيكون الاستثمار في الرقمنة والذكاء الاصطناعي ضمن أولويات التعاون مع واشنطن.
وقال العوادي في تصريح، تابعه NRT عربية، إن "زيارة الوفد الرفيع وممثلي القطاع الخاص الأمريكي إلى بغداد تمثل مؤشرا واضحا على تطور نوعي في العلاقات الثنائية بين البلدين"، مبينا أن "الوفد يضم ممثلين عن كبرى الشركات الأميركية العاملة في مجالات الطاقة، التكنولوجيا، والصناعة".
وأوضح، أن "الوفد أجرى لقاء موسعا مع رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بحضور ممثلي الشركات الأميركية، تخلله التفاهم على إطلاق مشاريع استراتيجية، كما سيواصل الوفد لقاءاته مع الوزارات والمؤسسات العراقية، مع احتمال إجراء زيارات ميدانية إلى محافظات خارج العاصمة".
وأشار، إلى أن "الحكومة العراقية تسعى إلى تطوير شراكات طويلة الأمد مع كبرى الشركات العالمية، وفي مقدمتها الشركات الأميركية"، مشددا على أن مذكرات التفاهم الموقعة خلال الزيارة ستحدث نقلة نوعية، خاصة مع التفاهم مع شركة GE Vernova لتنفيذ مشروع ضخم لتوليد نحو 24 ألف ميغاواط، وهو ما يعادل تقريبا ضعف الإنتاج الحالي للعراق.
كما كشف أن شركة UGT Renewable ستتولى الجانب الفني من مشروع تطوير شبكة الكهرباء، بإنشاء أكثر من 1000 كم من خطوط النقل والبنية التحتية لمعالجة اختناقات التوزيع، التي تعد من أبرز التحديات التي تواجه إيصال الكهرباء للمواطنين.
وأكد العوادي، على أن "الحكومة تعمل بجدية على الاستفادة القصوى من الغاز المنتج محليا، وتقليل الاعتماد على الغاز المستورد، مشيرا إلى أن مشاريع استثمار الغاز المصاحب وصلت إلى نسب إنجاز تجاوزت 50%، مع خطة حكومية لتحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول نهاية عام 2028".
وفي جانب التحول الرقمي، أشار العوادي، إلى وجود اهتمام متزايد من شركات كبرى مثل جوجل للاستثمار في مشاريع تتعلق بالرقمنة والذكاء الاصطناعي داخل العراق، موضحا أن الشركة طلبت تهيئة الأرضية القانونية المناسبة لتسهيل هذا التعاون.
وشدد العوادي، على أن "الحكومة لا تنظر للتعاون مع الولايات المتحدة من زاوية رسمية فقط، بل تسعى لتمكين القطاع الخاص العراقي من بناء شراكات مباشرة مع نظيره الأميركي"، مؤكدا أن العلاقة بين البلدين يجب أن تتحول من اتفاقيات حكومية إلى شراكات تجارية واقتصادية مستدامة.
وأشار، إلى أن هذه الزيارة جاءت ضمن تنسيق مسبق بين بغداد وواشنطن، وتخللتها اتصالات مباشرة بين القيادة العراقية والإدارة الأميركية، مما يعكس رغبة متبادلة في تعميق العلاقات على أسس استراتيجية قوية.
وفيما يتعلق بملف التعرفة الجمركية الأميركية، أوضح العوادي أن تأثير تلك القرارات على العراق محدود، إذ إن غالبية وارداته تأتي من الصين ودول الجوار، كما أن صادرات العراق لأمريكا تتركز في النفط الذي يستثنى من تلك التعرفة.
واختتم المتحدث باسم الحكومة تصريحه بالتأكيد على أن "القضايا السيادية، بما فيها المشاريع والاستثمارات، تصاغ وتدار من الداخل العراقي، وهدفنا تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاعات الطاقة، الزراعة، والصناعة"، مضيفا: "نرحب بالنصيحة، لكن القرار الوطني يأتي أولا".
LF