يشهد الإطار التنسيقي خلافات واضحة بشأن مسألة توجيه دعوة إلى رئيس النظام السوري أحمد الشرع للمشاركة في القمة العربية المرتقبة في العاصمة بغداد حيث أثارت هذه الخطوة نقاشا واسعا في الأوساط السياسية العراقية.
أكد عقيل الرديني القيادي في تحالف النصر يوم الثلاثاء أن الانقسام لا يزال قائما داخل الإطار التنسيقي ولا توجد حتى الآن رؤية موحدة بشأن دعوة الشرع مبينا أن الحسم النهائي يعود إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني باعتباره الجهة المخولة برسم السياسة الخارجية للعراق.
وأوضح الرديني أن السوداني يتعامل مع الملف السوري من منظور وطني يأخذ بعين الاعتبار طبيعة الحدود الطويلة المشتركة بين البلدين والتي تتجاوز 600 كيلومتر إضافة إلى القضايا ذات الحساسية العالية مثل أمن المراقد الدينية والتهديدات الأمنية العابرة للحدود.
كما لفت إلى أن التحركات العسكرية الأخيرة لتركيا وإسرائيل داخل الأراضي السورية تثير قلق بغداد من تداعيات أمنية محتملة قد تؤثر سلبا على الوضع الداخلي مشيرا إلى أن السوداني يعتمد نهجا يقوم على الحوار المباشر مع دمشق بهدف ضمان أمن العراق واستقراره وسط أجواء إقليمية مشحونة.
وفي ظل استمرار الجدل تبقى مسألة دعوة الشرع رهينة التوازنات السياسية الحساسة حيث يرى بعض الأطراف في هذه الخطوة فرصة لبناء تفاهمات إقليمية في حين يعتبرها آخرون مغامرة دبلوماسية قد تجر البلاد إلى مزيد من التعقيد.
يأتي هذا الجدل بالتزامن مع الاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية المقبلة في بغداد والتي من المتوقع أن تشكل محطة أساسية في بلورة توازنات المنطقة خلال المرحلة القادمة.
FK