كشفت وكالة "رويترز"، عن الدوافع التي وقفت خلف قرار مفاجئ اتخذه تحالف "أوبك+" بزيادة إنتاج النفط بمقدار 411 ألف برميل يوميا خلال شهر أيار/مايو المقبل، في خطوة أدت إلى تعميق خسائر أسعار الخام، التي هوت بنحو 8% إلى ما دون 65 دولارا للبرميل، مسجلة أدنى مستوى لها منذ ذروة جائحة كوفيد-19 عام 2021.
ووفقا لما نقلته الوكالة عن ثلاثة مصادر مطلعة في التحالف، فإن "غضب السعودية" من ضعف التزام بعض الأعضاء، وفي مقدمتهم العراق وكازاخستان، بات السبب الرئيسي وراء هذا التحول المفاجئ في سياسة الإنتاج.
وقالت المصادر إن المملكة، التي كانت على مدار خمس سنوات من أبرز المدافعين عن خفض الإنتاج لتحقيق توازن السوق، عبرت مرارا عن استيائها من تجاوز هذه الدول لحصصها المقررة، مشيرة إلى أن الرياض لوحت مرارا بزيادة إنتاجها للضغط على الدول غير الملتزمة.
وأضافت رويترز أن كازاخستان سجلت مستويات إنتاج قياسية خلال الأشهر الماضية، مدفوعة بتوسعات شركتي "شيفرون" و"إكسون موبيل" في الحقول الرئيسية، في حين أن العراق لم يظهر تقدما واضحا في تقليص الإنتاج رغم الوعود السابقة.
وفي خطوة اعتبرها مراقبون "تحذيرا صارما" من التحالف للدول غير الملتزمة، بدأ "أوبك+" الشهر الماضي بزيادة تدريجية في الإنتاج بلغت 130 ألف برميل يوميا اعتبارا من نيسان/أبريل.
لكن مع تصاعد حجم التجاوزات، جاء القرار الأخير بزيادة تبلغ أكثر من ثلاثة أضعاف الرقم السابق، ما يعادل نحو 0.4% من إجمالي الإمدادات العالمية.
ورغم الانخفاض الحاد في أسعار النفط العالمية، قالت المصادر إن هناك "احتمالا ضئيلا لتراجع التحالف عن قراره"، ما يعني استمرار الضغط على الأسواق في المدى القصير.
ويأتي هذا الانخفاض الحاد في الأسعار وسط حالة توتر متزايدة بين الولايات المتحدة والصين بسبب فرض رسوم جمركية متبادلة، إلى جانب أثر القرار الأخير لتحالف "أوبك+"، ما يضع الاقتصاد العالمي أمام موجة جديدة من التقلب في أسواق الطاقة.
LF