عناوین:

ما قصة رهائن صدام حسين؟ ولماذا ما زالوا يبحثون عن أجوبة؟

PM:09:30:05/08/2021

3840 مشاهدة

بعد اكثر من 3 عقود على حادثة حجز هبوط طائرة بريطانية في مطار الكويت بعد ساعات من غزوها من قبل القوات العراقية، واحتجاز جميع ركابها والطاقم رهائن في العراق لعدة شهور، لازال الكثير منهم يتساءلون عن سر هبوط الطائرة بينما رفض برج المراقبة هبوط كل الرحلات الأخرى في تلك الليلة.

ويذكر كتاب جديد بعنوان (عملية حصان طروادة) لمؤلفه "ستيفن ديفيس"، ان "لندن استخدمت الرحلة (بي إيه 149) لإرسال 9 من مسؤولي الاستخبارات إلى الكويت، وكانت على علم بالخطر الذي يتعرض له المدنيون.

واضاف، انه "بعد أكثر من 3 عقود على سحبهم من طائرة تابعة لشركة الطيران البريطانية "بريتش إيرويز" ( British Airways) أثناء توقف في الكويت، يريد رهائن سابقون استخدمهم الرئيس العراقي السابق صدام حسين دروعا بشرية أن تعترف الحكومة البريطانية بمسؤوليتها في هذه الحادثة".

واوضح، ان "الرحلة "بي إيه 149" (BA 149) الآتية من لندن والمتوجهة إلى ماليزيا توقفت في مدينة الكويت في الثاني من أغسطس/آب 1990، بعد ساعات قليلة من بدء الغزو العراقي الذي أدى بعد ذلك إلى حرب الخليج عام 1991".

وقد احتجزت القوات العراقية ركاب الطائرة وطاقمها عندما كانت تتزود بالوقود في الكويت، وبعد إنزال الركاب والطاقم من الطائرة تم تدميرها على المدرج، وجمع كل الركاب لبضعة أيام في فندق قريب تديره هيئة الأركان العامة العراقية، ثم نقلوا إلى بغداد، واستخدموا "دروعا بشرية" في مواقع إستراتيجية.

ويشير الكاتب الى  إن لندن استخدمت الرحلة "بي إيه 149" لإرسال 9 من مسؤولي الاستخبارات إلى الكويت، وكانت على علم بالخطر الذي يتعرض له المدنيون.

ويوضح ديفيس، أن لندن كانت تلقت معلومات من الاستخبارات الأميركية تبلغها بالغزو العراقي، وأن برج المراقبة كان يرفض هبوط كل الرحلات الأخرى في تلك الليلة.

وأمضى عدد من الركاب وأفراد الطاقم (عددهم 367) أكثر من 4 أشهر في الأسر، ووضعوا في مواقع تشكل أهدافا محتملة للتحالف الغربي.

أحد هؤلاء باري مانرز (55 عاما) الذي كان مسافرا مع صديقه حينذاك لاجتماع لعائلة رفيقه في ماليزيا، ويقول إن "مؤامرة الصمت" حول هذه الأحداث قوضت ثقته في السلطات. وقال "إنه أمر مناقض للقيم التي تعلمناها ولجوهر المجتمعات الغربية في حد ذاته". وأضاف -مستذكرا أسره- أنه كان يخشى أن يصدر الأمر للسجانين بإعدام السجناء.

هدية لصدام

وبعد 4 أشهر في الأسر، تمكن مانرز من العودة إلى لندن، لكنه عانى من مشاكل نفسية بعد وفاة رفيقه عام 1992.

من جهتها، تذكر مارغريت هيرن (65 عاما) أن صورة لطفليها الصغيرين كانت تبكيها في الأسر، وتدريجا حل الملل محل الخوف، ونقلت هيرن من الكويت إلى البصرة، ثم بغداد، ثم إلى مكانين للاحتجاز في الصحراء خلال 5 أسابيع من الأسر.

وهي تتذكر رهائن يصادقون حراسهم عبر لعب كرة القدم في تناقض صارخ مع هول العنف وعمليات الإعدام الوهمية والحرمان التي تعرض لها البعض، حسب الكتاب.

وقالت "كنا مجرد هدية لصدام.. تمكنت من تجاوز المحنة بوضعي كل ذلك في صندوق حتى لا أنظر مرة أخرى إليه أبدا"، مؤكدة "لا أريد أن أشعر بخوف من هذا النوع إطلاقا".

أما "ريتشارد بالاسوباراميان"، طبيب القلب البالغ من العمر 49 عاما، فقد وضع في الإقامة الجبرية أسبوعين في فندق بالكويت، ولأنه ينتمي إلى عائلة نصفها ماليزي، تمكن من الاستفادة من عمليات الإجلاء التي نظمتها كوالالمبور بعد رحلتين بحافلة استغرقتا نحو 20 ساعة في حر الصحراء الخانق.

ويقول: "كان الأمر سرياليا، مخيفا، كما لو أنك لم تكن موجودا هناك، وشعرنا بالذنب لأننا تركنا البعض وراءنا". ويتابع "فقدت شبابي في الكويت، وأشعر بقلق أكبر؛ فقدت الفرح واللامبالاة اللذين كنت أتمتع بهما".

عملاء الاستخبارات

وحسب مؤلف الكتاب، فقد التف مسؤولون بريطانيون كبار على القنوات التقليدية لإرسال عملاء للاستخبارات على متن الطائرة، وقال إن تأخير إقلاعها من مطار هيثرو ساعتين بذريعة مشاكل في تكييف الهواء، سمح لهؤلاء العملاء البريطانيين بالصعود إليها في اللحظة الأخيرة.

وأضاف أن رئيسة الوزراء "آنذاك مارغريت" تاتشر كذبت على البرلمان، في حين هددت شركة الطيران البريطانية عددا من أفراد الطاقم والركاب لخنق القضية، فيما نفت وزارة الدفاع البريطانية وشركة "بريتش إيرويز" للطيران هذه الاتهامات.

وفي 2003، أمر القضاء الفرنسي "بريتش إيرويز" بدفع 1.67 مليون يورو لرهائن فرنسيين سابقين، معتبرا أن الشركة "أخفقت بشكل خطير في تنفيذ التزاماتها" تجاه الركاب عندما سمحت بهبوط الطائرة.






البوم الصور