تزور بعثة تجارية أميركية ضخمة مكونة من نحو 60 شركة العاصمة العراقية بغداد، في ما وصفته السفارة الأميركية بأنه "أكبر بعثة تجارية أميركية إلى العراق في تاريخ غرفة التجارة"، وذلك بهدف توقيع عدد من الاتفاقيات مع القطاع الخاص العراقي وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تسعى فيه بغداد إلى الحفاظ على توازن في علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع شريكتها الاستراتيجية واشنطن، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2024 نحو 9.1 مليار دولار، بحسب مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة.
وقالت السفارة الأميركية في بغداد، فجر الثلاثاء، إن الوفد يضم 101 عضوا يمثلون حوالي 60 شركة أميركية تنشط في قطاعات حيوية تشمل الطاقة والتكنولوجيا والصحة، مضيفة أن الزيارة، التي بدأت الاثنين وتنتهي الأربعاء، تشمل لقاءات مع مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى، إضافة إلى اجتماعات مع شركات محلية وتوقيع اتفاقيات مشتركة.
وأكدت السفارة، على أن الوفد يمثل "أول مهمة تجارية معتمدة من وزارة التجارة الأميركية إلى العراق، وأكبر بعثة تجارية أميركية في تاريخه"، مشيرة إلى توقيع مذكرة تفاهم "محورية" بين غرفة التجارة الأميركية واتحاد غرف التجارة العراقية، تهدف إلى تعزيز "التعاون الاقتصادي طويل الأمد".
ورغم المناخ الإيجابي الذي يحيط بالزيارة، تزامنت هذه التطورات مع دخول قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية شاملة إضافية حيز التنفيذ، شملت كل الواردات الأميركية تقريبا بنسبة 10% كحد أدنى، وبلغت 39% بالنسبة للواردات القادمة من العراق، ما أثار مخاوف من تداعيات محتملة على الاقتصاد العالمي.
وردا على ذلك، أوضح مستشار رئيس الوزراء العراقي للعلاقات الخارجية، فرهاد علاء الدين، أن "صادرات الطاقة العراقية، بما فيها النفط الخام، ليست مشمولة بالرسوم الجديدة"، مؤكدا أن "الأثر الاقتصادي لهذه الرسوم على العراق محدود جدا".
ومن المتوقع أن تثمر زيارة الوفد الأميركي عن توقيع "اتفاقية تاريخية" مع شركة جنرال إلكتريك لتطوير محطة كهرباء عالية الكفاءة في العراق، وفقا لما كشفه علاء الدين.
وتأتي هذه الخطوة استكمالا للاتفاقيات التي تم توقيعها خلال زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن في نيسان/أبريل الماضي، والتي شملت مذكرات تفاهم في مجالات الطاقة وتحديث البنية التحتية الكهربائية، أحدها مع "جنرال إلكتريك" يمتد لخمسة أعوام.
وفي ظل تصاعد القيود الأميركية على واردات الطاقة من إيران، والتي لم يجدد إعفاؤها منذ آذار الماضي، تؤكد الحكومة العراقية سعيها لإيجاد بدائل للغاز الإيراني لتأمين احتياجاتها من الطاقة، خصوصا مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع معدلات الاستهلاك.
LF