عناوین:

العراقيون العالقون في ليتوانيا.. معاناة وخطر يدفعان بغداد للتحرك

AM:09:22:10/08/2021

3376 مشاهدة

في الثالث والعشرين من يوليو الماضي، دخل، روج حسين، إلى الحدود الليتوانية قادما من بيلاروسيا، التي وصلها بالطائرة من مطار بغداد.

روج، شاب عراقي في العشرينات من عمره، كان يحاول الوصول إلى الاتحاد الأوربي وطلب اللجوء من إحدى دوله، لكن سكان قرية ليتوانية وقفوا في طريق تحقيق هذا الحلم.

وصل روج إلى الحدود الليتوانية بسيارة أجرة، لكن بعد عبوره الحدود، لم يكن الموضوع بالسهولة نفسها "مشيت لنحو ساعة ونصف الساعة في الغابات قبل أن يوقفني سكان قرية مررت بها، سألني أحدهم من أين أنت؟ فأجبته من العراق، سأل عن محتويات الحقيبة وما إذا كنت أحمل متفجرات، ثم أخذنا لمركز حرس الحدود".

في المركز، قضى روج وعراقيون آخرون تم القبض عليهم بنفس الطريقة الليلة على الأرض "بدون فراش"، ثم "نقلنا إلى معسكر مغلق، وبعده إلى هذا المعسكر على الحدود البيلاروسية الليتوانية".

اسم المعسكر الذي يقيم فيه روج مع مئات اللاجئين الآخرين هو "ريدنينكاي" وهو مكب سابق للإطارات القديمة والتالفة تم تعديله ليستقبل اللاجئين وعابري الحدود غير الشرعيين.

ويقول روج، الذي تطوع لتوزيع الطعام الذي توفره السلطات الليتوانية للاجئين إن العدد الكلي للموجودين يصل إلى 600-700 لاجئ، أغلبيتهم من العراق بينما هناك "هنود وأفارقة ومصريون ولبنانيون وسوريون بأعداد قليلة".

 

 

طعام قليل وبرد 

يأكل اللاجئون علبة من سمك التونا في اليوم، مع الذرة المسلوقة ورغيف من الخبز، بحسب روج الذي يقول إن "الطعام قليل جدا، وهناك ثلاث حمامات متنقلة فقط في المعسكر لكل هذه الأعداد، ونشرب الماء الذي يجلب من بحيرة قريبة وهو غير صالح للشرب، كما إننا ننام في خيم باردة". 

 

 

مع هذا، يعتبر حظ روج أفضل نسبيا من الكثير من اللاجئين في المعسكر، لأن السلطات أعادت إليه هاتفه بعد مصادرته لعدة أيام، فيما لاتزال تحتفظ بهواتف اللاجئين الآخرين.

ويقول روج "أجبرنا على منحهم كلمات المرور لهواتفنا، وقاموا بتفتيشها، واحتجزوا هواتف العشرات الذين قاموا بالتظاهر، الاثنين، مما استدعى إدارة المخيم لجلب قوات مكافحة الشغب".

 


وتظهر فيديوهات مصورة من المعسكر قوات عسكرية، فيما يقول مصور الفيديو إن "سيارة الماء الحار" موجودة وأن "قوات مكافحة الشغب" موجودة أيضا.

ويظهر الفيديو تجمع عشرات اللاجئين قرب سياج المعسكر، الذي يشهد حالات هروب مستمرة.

والأحد، هرب نحو 12 لاجئا من المعسكر، ويقول روج إن "عمليات الهروب مستمرة بسبب الظروف التي يعاني منها اللاجئون".

وقالت مستشارة وزير الداخلية الليتواني، بوزينا زابوروفسكا، الاثنين، إن "المهاجرين الهاربين أعيدوا إلى المعسكر"، بحسب موقع Klaipeda الليتواني الذي أضاف أن خمسة منهم عادوا في نفس اليوم، فيما عاد الباقون في اليوم التالي.

ويقول لاجئ آخر طلب عدم كشف اسمه – كي لا تقلق عائلته – إن "السلطات الليتوانية يبدو تريد إعادة اللاجئين إلى العراق من خلال تصعيب الظروف عليهم".

لكن روج يقول إنه "لا يريد العودة، ولا يفكر بها".

وأعلنت وزارة الداخلية الليتوانية، الاثنين، إنها ستمنح أي لاجئ غير شرعي 300 يورو في مقابل موافقته على العودة إلى بلاده، بحسب موقع LRT الإخباري الليتواني.

ويتخوف اللاجئون من قدوم فصل الشتاء قارس البرودة في هذه الأنحاء من أوربا.

 


اجراءات الحكومة العراقية

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، إن هناك ثمانين عراقيا سيعودون من العاصمة البيلاروسية مينسك، الاثنين، فيما ستنفذ شركة الخطوط الجوية العراقية رحلة للعودة من بيلاروسيا يبلغ عدد المسجلين فيها حتى الآن 200 شخص.

وأضاف المتحدث أنه سيتم نقل جثمان عراقي توفي على الحدود إلى بغداد، بعد أن أثارت وفاته ضجة في بيلاروسيا والعراق.

كما يقول المتحدث إن الديبلوماسيين العراقيين على "تواصل تام مع السلطات البيلاروسية للتنسيق لإعادة من يرغب إلى البلاد"، مضيفا أن الفريق العراقي مستمر بمنح جوازات العبور لمن فقد جواز سفره ويرغب بالعودة للوطن.

ومنذ بداية العام الجاري، سجلت ليتوانيا التي يبلغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة دخول أكثر من 4 آلاف مهاجر، معظمهم من العراقيين.

ووقع اللاجئون وسط أزمة سياسة متنامية، بين مينسك وجارتها ليتوانيا التي تستضيف معارضي النظام البيلاروسي، بعد وفاة العراقي، جعفر الحارس، على "الحدود" بين البلدين، كما تقول بيلاروسيا.

وبث التلفزيون الحكومي البيلاروسي لقطات لجثة المهاجر العراقي مصابا بكدمات. وظهر شخص عرّف عن نفسه بأنه شقيقه، وهو يقول أمام الكاميرات: "إنه ليس إرهابيا".

والأسبوع الماضي، أمر الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشنكو، "بفتح تحقيق" والعثور كذلك على أقارب المتوفى وإصدار تأشيرة دخول تمكنهم من المجيء إلى بيلاروس واستلام الجثمان.

أما ليتوانيا فتشكك في الأمر برمته، معتبرة التقارير الإعلامية عن وفاة العراقي الذي كان يحاول دخول أراضيها "قصة مخترعة لتشويه سمعتها، من خلال استخدام المهاجرين كبيادق".

وتصف رئيسة وزراء ليتوانيا، إنغريدا سيمونيت، التقارير بـ"المفبركة وأنها حرب دعائية"، قائلة: "سمعنا هذه الأكاذيب من قبل".

وتشتبه السلطات الليتوانية في قيام مينسك بتنسيق تدفق المهاجرين، ومعظمهم عراقيين، ردا على العقوبات المفروضة من الاتحاد الأوروبي بسبب القمع السياسي في بيلاروس.






البوم الصور