عناوین:

لماذا هذا الشعب متشائم؟

PM:04:24:13/07/2021
932 مشاهدة
علي حسين
+ -


 قال لي أحد الزملاء لماذا أنت متشائم ونحن على ابواب انتخابات ربما تحقق لهذا الشعب التغيير الذي نادى به شهداء تشرين؟ قلت له أنا"متشائل"على طريقة الكاتب الفلسطيني الراحل أميل حبيبي، ومثل بطل روايته أبي سعيد، أريد ألا أحترس بكلامي، وأنا أوجه خطابي للعديد من الساسة الذين يعتبرون الاقتراب من قلاعهم جريمة ومؤامرة على العراق .

منذ أيام والجميع يتحدث عن مشاريع التغيير والانتخابات النزيهة والوجوه التي ستملأ البرلمان خيرا، والمقاعد التي ستبتعد عن الطائفية، لكن المواطن يعرف جيدا أن ما يقال على الفضائيات والمهرجانات الخطابية، لا يعدو كونه مجرد كلام، الذي أعرفه خلال ثمانية عشر عاما عشناها مع الخراب، أن القضية لم تعد مجرد تغيير وإصلاح، بل إنقاذ العراق، وقد أعطيت نفسي أكثر من فرصة أتفاءل فيها بما سيفعله السادة المسؤولين الافاضل، وكنت مراهنا نفسي على أن البعض منهم سيخلع"معطف" الطائفية، ويرتدي ثوب رجل الدولة، ويبدو أن المتشائم انتصر في النهاية وخسرت الرهان، مثل كل مرة أراهن فيها على مسؤول عراقي، وفي هذه الزاوية المتواضعة كنت بين الحين والآخر أُصدع رؤوس القراء، بحديث عن رجال دولة تاريخيين، استطاعوا أن يصمدوا بوجه المغريات، فخلدهم التاريخ بأن أبعد عنهم غبار النسيان.

شيء مؤسف أن لا يكون لدى الكاتب ما يكتبه للقراء سوى التشاؤم والسخرية من الأمل، ولكنني سأترك"المتشائل"جانبا وأتمنى على احزابنا التي تخوض معركة كسر العظم من اجل الامتيازات أن تخبرنا ماذا ستختار: السعي إلى المستقبل أو الإصرار على التبرك بالماضي، نظام سياسي يعتمد على الكفاءة والنزاهة، أم نظام يصفق للمحسوبية والانتهازية؟

هذه الاسئلة وغيرها تشغل بال معظم العراقيين، وهي تطرح في كل حوار بين اثنين من العراقيين. للاسف الجميع ينسى أن صناعة الفشل لا تقل خطرا على العراق من صناعة الإرهاب، الثانية تضرب في الدولة على أمل إسقاطها بالقاضية،، لكن الأولى تجعلها تتآكل من الداخل حتى يجد المواطن نفسه أمام مؤسسات حكومية عاجزة عن الوفاء بأي التزام، لأن التزامها الوحيد هو للطائفة والعشيرة وليس للمواطن .

منذ سنوات وبدافع "التباهي" بالمعرفة، صدعت رؤوسكم ببلاد صغيرة اسمها سنغافورة، وكان بعض القراء الأعزاء يهزون أيديهم بالتأكيد كلما حاول"جنابي" وهم يقولون: لقد أضجرتنا بأحاديثك العجيبة عن لي كوان وجزيرته سنغافورة، وعن إصراره على تحويل ملايين الفقراء إلى الرفاهية الاجتماعية. ياسادة هذا ما يفترض أن نكتب عنه. تأملوا حياتنا، فعماذا نكتب؟ تأملوا معي الفوضى السياسية، وغياب العدل والقانون، والصواريخ التي استبدلت بالمسيرات التي يصر اصحابها ان نفرح بالنموذح الحوثي بدلا من السنغافوري.

البوم الصور