عناوین:

أقدم الشعوب التي سكنت الغابات.. من هم البيغميون (الأقزام)..؟ تعرف عليهم

PM:03:55:04/08/2021

3140 مشاهدة

يأبى البيغميون (الأقزام)، أحد أقدم الشعوب التي سكنت الغابات الأفريقية، التخلي عن عاداتهم وتقاليدهم التي شكلت أسلوب حياتهم منذ آلاف السنين.

وألِف البيغميون، منذ نحو 5 آلاف عام، الصيد في غابات أفريقيا لتوفير الغذاء والاحتياجات الأساسية، ومع الزمن تحولت تلك الغابات إلى موطن وفر لهم قوت يومهم وشكّل أسلوب حياتهم.

حياة بدائية

يأبى هذا الشعب -المعروف بقصر القامة- التخلي عن أسلوب حياته البدائية، ويحاول الحفاظ على ثقافة الصيد الخاصة به من خلال مواصلة العيش في مناطق الغابات وسط وغرب أفريقيا بالقرب من المحيط الأطلسي.

أطلق الأوروبيون اسم "بيغمة" (Pygmy)، الذي يعني "قزم" في اللغة اليونانية، على السكان الأصليين للغابات وسط القارة الأفريقية، لأن متوسط الطول لدى أفراد هذا الشعب لا يتعدى 120 سنتيمترا.

يعتقد أن عدد أفراد هذا الشعب يبلغ نحو 120 ألف نسمة، يعيش معظمهم في مناطق الغابات في الكاميرون بقرب المحيط الأطلسي، إضافة لوجود مجموعات أيضًا في رواندا وبوروندي وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وزامبيا والغابون وأنغولا.

ثقافة الصيد

خلال السنوات الماضية، بدأت الغابات المطيرة التي يسكنها البيغميون بالنضوب والانحسار بشكل متسارع، بسبب الاستغلال الجائر لأخشاب الغابات والتعدين.

وفي هذه الأثناء، بدأت عوائل الأقزام بالانحسار والتقلص رويدا رويدا، لا سيما بعد منعهم من العيش ببعض الغابات التي حولتها الحكومات الأفريقية إلى حدائق ومحميات وطنية.

ولم تنجح جهود الاندماج التي تبذلها حكومة الكاميرون في توفير حياة مستقرة للأقزام، الذين لا يحبون التواصل مع الأجانب والتقاط الصور، ويفضلون المحافظة على أسلوب حياتهم المختلف عن الشعوب المستقرة في القارة.

يفضل البيغميون العيش مثل أسلافهم، فيقضون معظم وقتهم بالصيد في أعماق الغابات وجمع الفاكهة والأعشاب، ولا يستخدمون القطع النقدية، لاستخدامهم المقايضة مع المجتمعات الأخرى لتلبية احتياجاتهم.

تتميز حياة الأقزام بكثرة الحركة والتنقل بحثًا عن فرائس، ويقوم أفراد القبيلة بأنفسهم بصناعة السهام والحراب من الخشب والحجارة، ويستخدمون المناجل لقتل القرود والظباء والغزلان والفيلة.

وتعتبر أشجار الفاكهة البرية المصدر الغذائي الرئيسي للأقزام، إذ يستهلكون فواكه مثل البرقوق البري والمانغو البري والبندق بشكل يومي تقريبا.

ويقول "نزي فوير" زعيم قبيلة "فوير"، التي تعيش في الغابات الواقعة على بعد حوالي 70 كيلومترا عن مدينة "كريبي" غربي الكاميرون، إن أفراد قبيلته يريدون مواصلة حياتهم بصيد الأسماك والحيوانات البرية وجمع الفاكهة من الغابة.

ويضيف "فوير" لمراسل الأناضول أن أفراد القبيلة قلقون للغاية من تسارع عملية قطع الأشجار بالغابات، وما يتبع ذلك من تقلص المساحات التي كانت تشكل مناطق عيش أفراد القبيلة.

غاباتنا صيدلياتنا

بدوره، يقول "أبوميم آمورا"، أكبر أفراد قبيلة آمورا، الذي يعيش في غابات منطقة "بيكويتسي-نجول" غربي الكاميرون، إنه أبصر النور في هذه الغابات التي تعتبر مسقط رأسه.

ويضيف "آمورا" لمراسل الأناضول أنه عاقد العزم على مواصلة العيش في الغابات والموت فيها، مشيرا إلى أن الغابات تمنح أفراد قبيلته كل ما يحتاجون من طعام وشراب ومسكن.

ويلفت آمورا إلى أنهم غير قادرين للأسف على الاستفادة من الخدمات الاجتماعية التي توفرها الدولة، وخاصة الخدمات الصحية، لأن الدولة لا تعتبرهم مواطنين مسجلين.

ويوضح أن قبيلته تستخدم أوراق الأشجار ولحاءها ونباتات برية للعلاج، ويردف "لدينا شراب يتم تحضيره من أوراق شجرة المورينجا (المعجزة) التي توجد عادة في الغابات المطيرة حيث يعيش أفراد قبيلتنا".

ويتابع "نستخدم هذا الشراب في علاج ارتفاع ضغط الدم. إضافة إلى ذلك، يقوم أفراد القبيلة بتحضير مراهم من نبات نلوير المضاد للسموم، ومستحضرات طبية أخرى لعلاج اضطرابات المعدة والأمراض التي تعاني منها النساء أثناء الحمل".

يعيشون في أكواخ الخشب

يعيش الأقزام في منازل مبنية من الأغصان والأوراق العريضة لبعض الأشجار، التي تنتشر في الغابات المطيرة، ويشتهرون بكثرة التنقل للبحث عن مصادر العيش، هذا الوضع دفعهم للسكن في منازل مؤقتة يجري بناؤها في غضون ساعة تقريبا.

يقضي البيغميون أيامهم في البحث عن الفاكهة البرية وجمعها، ويتجمعون حول النار التي يشعلونها في المساء لتبادل الحديث والاستماع إلى نصائح كبار السن والرقص.

يؤمنون بالحياة الآخرة

يعتقد البيغميون أن كل شيء في الطبيعة له جانبان، الأول روحي والثاني مادي ملموس، ويسبغون على الأرواح قدرات خارقة تجعلها تتحكم في حياة البشر.

ويدفنون موتاهم في الكهوف، لأنهم يؤمنون بالحياة الآخرة ويعتقدون أن أرواح أسلافهم تعيش في كل مكان.

ومن الممكن مصادفة أفراد من الأقزام ممن اعتنقوا الإسلام أو المسيحية، لا سيما بين الأفراد المخالطين للمجتمعات الحضرية.


 






البوم الصور